القضية الفلسطينية بعد اوسلو
ما قبل أوسلو :
كانت المقاومة الفلسطينة قد اتخذت من تونس مركز لها بعد خروجها من لبنان , واشتعال الانتفاضة الأولى في الاراضي المحتلة , وانتهاء حرب الخليج الاولى , خرج الرئيس الامريكي جورج بوش بخطاب دعى فيه لعقد مؤتمر السلام في الشرق الاوسط , وقد عقد المؤتمر في ايلول 1991 في العاصمة الاسبانية مدريد بحضور وفد من الدول العربية (سوريا , لبنان , وفد اردني فلسطيني بشرط أن يكون الفلطسينين من الداخل وعدم ارتباطهم بمنظمة التحرير ) .
اتفاقية أوسلو :
وبينما كانت مفاوضات مدريد جارية في واشنطن جرت اتصالات سرية عبر قناة أوسلو في النرويج بين منظمة التحرير والاحتلال الصهيوني اسفرت عن توقيع اتفاقية اعلان المبادئ (اتفاقية أوسلو) في سبتمبر/أيلول 1993، بين رئيس الوزراء الصهيوني الأسبق إسحق رابين، ورئيس اللجنة التنفيذية بالمنظمة، آنذاك ياسر عرفات .
أبرز بنود الاتفاق:
- اعتراف متبادل بين الطرفين الفلسطيني والصهيوني .
- إعلان المبادئ لتحقيق السلام وينص على انسحاب الاحتلال الصهيوني تدريجي من الضفة الغربية وقطاع غزة.
- تشكيل سلطة فلسطينية منتخبة بصلاحيات محدودة، وبحث القضايا العالقة فيما لا يزيد على ثلاث سنوات.
وضمن تنفيذ الاتفاق، انسحب الكيان المحتل من غزة وأريحا، فيما عاد ياسر عرفات ومسؤولو منظمة التحرير الفلسطينية الى أرض فلسطين من تونس، وقاموا بتأسيس السلطة الوطنية الفلسطينية.
السلطة الوطنية الفلسطينية
تكونت السلطة الوطنية الفلسطينية بموجب إعلان المبادئ اتفاق أوسلو الذي وقعه الكيان الصهيوني ومنظمة التحرير الفلسطينية عام 1993، وبناء على قرار إنشاء السلطة الوطنية الفلسطينية صادر عن المجلس المركزي الفلسطيني في دورته المنعقدة من 10-12/10/1993 في تونس– لتكون أداة مؤقتة للحكم الذاتي للفلسطينيين القاطنين في الضفة الغربية وقطاع غزة.
وبموجب اتفاق 1995 الموقع بين السلطة الفلسطينية والكيان الصهيوني، قسمت الضفة إلى ثلاث مناطق:
- مناطق (أ): وتخضع أمنيا وإداريا بالكامل للسلطة الفلسطينية.
- مناطق (ب): وتخضع إداريا للسلطة الفلسطينية وأمنيا للكيان الصهيوني .
- مناطق (ج): وتخضع أمنيا وإداريا لسيطرة الكيان الصهيوني فقط.
- وقد احتفظ الكيان الصهيوني بسيطرته على الحدود والأمن الخارجي والقدس والمستوطنات.
تختلف السلطة الفلسطينية عن منظمة التحرير الفلسطينية وإن انبثقت الأولى من الأخيرة، فالمنظمة هي كيان سياسي يعتبر الممثل الشرعي والوحيد للشعب الفلسطيني وفقا لمؤتمر القمة العربي الذي عقد بالرباط عام 1974.
أما السلطة الفلسطينية فهي كيان إداري وسياسي لتنفيذ اتفاق لحكم ذاتي محدود في بعض مناطق الضفة الغربية وقطاع غزة، ورعاية مصالح الفلسطينيين في الحدود الجغرافية لهذه السلطة.
الانتفاضة الفلسطينية الثانية (2000-2005)
الانتفاضة الفلسطينية الثانية (انتفاضة الأقصى) :
سُميت الإنتفاضة بهذا الإسم ( الأقصى ) نسبةً الى الشرارة التي كانت سبباً في اندلاعها ، وتمثلت باقتحام زعيم المعارضة الصهيونية آنذاك " أرييل شارون " باحات المسجد الأقصى تحت حماية نحو ألفين من الجنود والقوات الخاصة، فوقعت مواجهات بين المصلين وقوات الاحتلال , وتجوّل شارون في ساحات المسجد، وقال إن " الحرم القدسي" سيبقى منطقة إسرائيلية، مما أثار استفزاز الفلسطينيين، فاندلعت المواجهات بين المصلين والجنود الصهاينة ، استشهد فيها سبعة فلسطينيين وجُرح 250 آخرون، كما أُصيب 13 جنديا إسرائيليا.
ولاحقا، شهدت مدينة القدس مواجهات عنيفة أسفرت عن إصابة العشرات، وسرعان ما امتدت إلى جميع المدن في الضفة الغربية وقطاع غزة ....
ويعتبر الطفل الفلسطيني " محمد الدرة " رمزاً للانتفاضة الثانية، فبعد يومين من اقتحام المسجد الأقصى، أظهر شريط فيديو التقطه مراسل قناة تلفزيونية فرنسية مشاهد إعدام للطفل الذي كان يحتمي إلى جوار أبيه ببرميل إسمنتي في شارع صلاح الدين جنوبي مدينة غزة , وأثار إعدام الجيش الصهيوني للطفل الدرة مشاعر غضب الفلسطينيين في كل مكان، وهو ما دفعهم إلى الخروج في مظاهرات غاضبة ومواجهة الجيش الصهيوني، مما أسفر عن مقتل وإصابة العشرات منهم.
وتميزت الانتفاضة الثانية، مقارنة بالأولى التي اندلعت عام 1987، بكثرة المواجهات، وتصاعد وتيرة الأعمال العسكرية بين الفصائل الفلسطينية والجيش الصهيوني , كما نفذت الفصائل الفلسطينية هجمات داخل المدن المحتلة عام 1948 ، استهدفت تفجير مطاعم وحافلات، تسببت بمقتل مئات الصهاينة .
وتعرضت مناطق الضفة الغربية وقطاع غزة خلال الانتفاضة لاجتياحات عسكرية وتدمير آلاف المنازل والبيوت ، كانت ابرزها معركة مخيم جنين .ووفقا لأرقام فلسطينية وصهيونية رسمية، فقد أسفرت الانتفاضة الثانية عن استشهاج 4412 فلسطينيا إضافة إلى 48 ألفا و322 جريحا، بينما قُتل 1100 صهيوني ، بينهم ثلاثمئة جندي، وجرح نحو 4500 آخرين.
انتفاضةٌ برز فيها اغتيال قيادات الفصائل الفلسطينية ، فضلاً عن أسر الكثير منهم داخل السجون الصهيونية ، كما شهدت سنوات الإنتفاضة على بناء الجدار العازل عام 2002 لمنع دخول الفلسطينيين من محافظات الضفة الغربية داخل الخط الأخضر ومدينة القدس المحتلة.
وعلينا ،نحن، ان نحرس ورد الشهداء. و علينا ،نحن، ان نحيا كما نحن نشاء ...