مخيمات اللجوء :
- المخيمات الفلسطينية ... شواهد النكبة و نكبة الشواهد
64مخيماً فلسطينياً بمثابة شاهدٍ على النكبة التي حلّت بالشعب الفلسطيني عام 1948 عندما اقتلعت العصابات الصهيونية أكثر من 57% من شعب فلسطين من أرضه ...
ومن هذه المخيمات هناك 58 مخيماً مسجلة رسمياً لدى وكالة الغوث وتشغيل اللاجئين (الأونروا) ، تتوزع بين الضفة الغربية و قطاع غزة و سوريا و لبنان و الأردن .
ونظراً لعدد اللاجئين و النازحين الى الأردن من بعد عام 1967 المقدر ب240 ألف ، تم إنشاء 10 مخيمات وهي :مخيم الوحدات ، مخيم البقعة ( أكبر مخيمات اللاجئين الفلسطينيين من حيث المساحة ) ، مخيم ماركا ( حطين ) ، مخيم سوف ، مخيم الزرقاء ( المخيم الأول و الأقدم ) ، مخيم الطالبية ، مخيم جبل الحسين ، مخيم غزة ، مخيم الحصن ، مخيم اربد .
للمخيم مكانةً كبيرة داخل اللاجئ الفلسطيني فهو مَلجأ القلوب الطيبة و الأرواح التي شُردت و دفعت الثمن وما زالت تدفع ليومنا هذا ، وهو بالنسبة لأبنائه المعنى الأول و الدرس الأول في أبجدية عشق الوطن .
- حق العودة
هو حق الفلسطيني الذي طرد أو خرج من موطنه عام 1948 أو في أي وقت بعد ذلك، في العودة إلى الديار التي كان يعيش فيها قبل 1948، وهذا الحق ينطبق على كل فلسطيني وعلى ذُريّته مهما بلغ عددها وأماكن تواجدها ومكان ولادتها .
في 11/12/1948 صدر القرار الشهير رقم 194 من الجمعية العامة للأمم المتحدة الذي يقضي بحق اللاجئين الفلسطينيين في العودة والتعويض (وليس: أو التعويض) وأصر المجتمع الدولي على تأكيد قرار 194 منذ عام 1948 أكثر من 135 مرة ولم يعارضه إلا الكيان المحتل .
عـودة اللاجئ تتم فقط بعودته إلى نفس المكان الذي طُرد منه أو غادره هو أو أجداده ، فمثلاً اللاجئ لا يعتبر عائداً إذا سمح له بالاستقرار في نابلس وهو من حيفا ، عرب ال48 أي الفلسطينيون الذين يحملون الجنسية ( الإسرائيلية ) يعتبروا قانوناً لاجئون لهم الحق في العودة إلى ديارهم ، رغم أن بعضهم يعيش على بعد 2 كم من بيته الأصلي .
إن مقدار المسافة بين اللاجئ المنفي ووطنه الأصلي لا يسقط حقه في العودة سواء أكان لاجئاً في فلسطين 1948 أم في فلسطين التاريخية ، أم في أحد البلاد العربية والأجنبية .
لا عودة عن حق العودة .
النكسة
الخامس من حزيران عام 1967 ، بدأت الحرب ( حرب ال6 أيام )
- ما قبل النكسة ..
أحداث غير مباشرة ، تمثلت بحالة التوتر بين الجانب المصري و الكيان الصهيوني ، ونشاطٌ من الجانب السوريّ ضد المستعمرات الصهيونية وتأسيسٌ لمنظمة التحرير الفلسطينية عام 1964 .
وأحداث مباشرة ، تمثلت بإتفاقية دفاعٍ مشترك بين دول " مصر ، سوريا ، الأردن " و بدء حشد الجيش المصري في سيناء و إغلاق مضيق ( تيران ) بالبحر الأحمر في وجه الملاحة الصهيونية .
ومن جانب آخر فإن ضرورة الإحتلال لشنّ الحرب كانت تتمثل في تثبيت الوجود السياسي لما تسمى دولة اسرائيل والمشروع الصهيوني في الشرق الأوسط .
جميع تلك الأحداث والأسباب كانت نذيراً لإندلاع الحرب ...
- بداية الحرب ...
فيما يتعلق بالتجهيزات والعتاد العسكريّ ، فقد كانت أعداد الجيوش العربية متفوقة على عدد جنود جيش الكيان ، مجهزين بالطائرات والدبابات لكلّ منهما .
ولكنّ الذي غيّر المعادلة و الحسابات العسكرية تمثّل بالضربة الأولى القاضية على السلاح الجويّ العربي ،حيث دُمرت الطائرات العسكرية وهي داخل المطارات العربية قبل اقلاعها.
أسفر ذلك عن صدمة وعائق كبير لإكمال الحرب ، واستغلت قوات الاحتلال الصهيوني عدم قتال الجبهات العربية بشكل متزامن لتقوم بهزيمتهم وافتراسهم واحدة تلو الأخرى ...
لتوضع الحرب أوزارها بتدمير 80٪ من الترسانة العسكرية العربية ، و ازدياد مساحة كيانهم 3 أضعاف ما كان عليه قبل الحرب باحتلال ( الضفة الغربية ، قطاع غزة ، سيناء ، الجولان ، ما تبقى من القدس ) ، ونزوح 300 ألف فلسطينيّ ، فضلاً عن ضحايا الحرب الذين يقدر عددهم ب25 ألف عربي ... مقابل خسائر قليلة من الكيان الصهيوني .
- النتائج السياسية للنكسة و ارتباطها بالوضع الراهن ....
ثَبتَتْ الحرب نتائج النكبة و دفعت العرب الى الإعتراف بها و التفاوض على أراضٍ جديدة ، ومثلت الحرب انهياراً للمشروع القوميّ العربيّ .
واصدرت الامم المتحدة بعد الحرب القرار 242 الذي ينص على انسحاب الكيان المحتل من الاراضي التي احتلتها عام 1967 , وأصبح القرار فيما بعد الاساس للجهود الرامية الي حل سلمي للصراع .
معركة الكرامة
فجر الحادي والعشرين من آذار من عام 1968 ، حاولت القوات الإسرائيلية احتلال نهر الأردن واجتياح ضفته ، لم تجري الأمور كما تمناها ، حين اشتبك القوات الأردنية والفدائيون الفلسطينيون مع قوات الإحتلال على أرض قرية الكرامة وجابه الإحتلال شراسة أصحاب الأرض وتمرس أهل القضية مسطرين أعظم ايات وحدة الدم ، ليضطر الجيش الصهيوني الإنسحاب بشكلٍ كامل تاركاً وراءه ذيول هزيمةٍ كان شهودها آلياته العسكرية وجثث قتلاهم ...
معركة الكرامة شكلت نقطة انقلاب بين اليأس والأمل ، ونقطة تحول في التاريخ النضالي العربي ، وتأشيرة عبور القضية الفلسطينية لعمقيها العربي والدولي يوم توحدت البندقية الأردنية و الفلسطينية فأوجعت الاحتلال.
اجتياح بيروت
كان الكيان الصهيوني يبحث عن ذريعة لشنّ الحرب ، واتخذت من محاولة اغتيال سفيرها في لندن السبب لإعلان الحرب ... حربٌ ومعها حصارٌ لبيروت استمر على مدى 88 يوم , حيث بدأ القصف في 4/6/1982 ولم يتوقف الا في 21/8/1982 مع مُغادرة مقاتلي الثورة .
التجهيزات العسكرية للعدو في هذه الحرب كانت الأكبر ، 15 ألف شهيد فلسطيني لبناني سوري كانوا ضحيّتها ، بالمقابل لحقت بالعدو خسائر كبيرة تَمثلت بمقتل 650 جندي وأسر 6 جنود تمت مبادلتهم ب 5 آلاف أسير في مُعتقل أنصار . قلعة الشقيف ومخيمات عين الحلوة والمية ومية ومخيمات صور والرشيدية وبرج الشمالي ، كُلها شاهدة على بطولات قدمتها الثورة الفلسطينية في هذه الحرب .
اشهد يا عالم علينا وعا بيروت ... اشهد بالحرب الشعبية
الانتفاضة الفلسطينية الاول (1987-1993)
- إنتفاضة الحجارة ...
سمّيت بهذا الاسم لأن الحجارة كانت أداة الهجوم والدفاع التي استخدمها المقاومون ضد عناصر الاحتلال الصهيوني ، كما عُرف الصغار من رماة الحجارة بأطفال الحجارة . والانتفاضة شكل من أشكال الاحتجاج الشعبي الفلسطيني على الوضع العام المزري بالمخيمات وعلى انتشار البطالة وإهانة الشعور القومي والقمع اليومي الذي تمارسه سلطات الاحتلال الصهيوني ضد الفلسطينيين . وكانت ثَورةٌ شعبية على المُحتل ، شارك فيها أكثر من نصف مليون فلسطيني .. ليقع 120 ألف فلسطيني بين شهيد وجريح وأسير،80 ألف جندي صهيوني حاولوا كَبح انتفاضةٍ لم تهدأ لسنوات ، فَجروا البيوت وكسروا العِظام واستخدموا كافة أنواع التَنكيل ضد الفلسطينيين.
- 8/12/1987(تاريخ بدء الإنتفاضة) ...
جاءت شرارة اندلاع الانتفاضةحيث اصطدمت حاملة دبابات صهيونية بعدد من السيارات الفلسطينية عند مدخل غزة ، مما أودى بحياة أربعة فلسطينين هم : طالب أبو زيد ، عصام حمودة ، كمال حمودة ، شعبان نبهان . بعد دفن الشهداء هجم أهالي الشهداء على مركز شرطة الإحتلال وتجمع جميع شباب المدارس وحاصروا الجيبات الصهيونية ، وأخذوا يرمونها بالحجارة وتبع ذلك اطلاق رصاص بشكل عشوائي على المتظاهرين ونتج عن ذلك الكثير من الإصابات وأيضاً استشهد " حاتم السيسي " كأول شهيد في الإنتفاضة . كانت المخيمات في الضفة وقطاع غزة لتلاصق ابنيتها وضيق شوارعها ، مكاناً مثالياً للإحتكاك مع الجنود وضربهم بالحجارة .... خلال سنوات الإنتفاضة الأولى الثلاث ... تم هدم أكثر من 240 منزل فلسطيني في محاولة لردع المتظاهرين والمشاركين في الإنتفاضة .
- حكاية بلدة بيت ساحور مع الانتفاضة :
فرض الإحتلال على الفلسطينين في الضفة وقطاع غزة قراراً ينص على اجبارهم حمل بطاقة هوية تجعل لكل فلسطيني رقماً في وثائق الحكم العسكري الصهيوني ، وكان كل من يرفض حمل هذه الهوية يعرض نفسه للمحاكمة والسجن ...فانطلقت في بيت ساحور اساليب مقاومة شعبية مختلفة ، واحدة منهم كانت رمي الهويات .. كانت ردة فعل الجيش الإسرائيلي هي حصار البلد و فرض منع تجول بهدف عدم ازدياد عدد الناس المتبعة لأسلوب رمي الهوية ... تصاعد العصيان المدني في بيت ساحور ، وصادر الجيش الإسرائيلي كل الرموز الوطنية ( كوفية ، علم فلسطيني ، اي شيء يخص فلسطين ) داخل البلدة ،، ولقمع العصيان قام الجيش أيضاً بإغلاق المدارس والجامعات واعتقال الفتية وهم على أبواب الإمتحانات ....
تجاوز العدوان الصهيوني الإعتقال والقتل والتنكيل .. لتبرز واحدة من أكثر القضايا الساخنة اثارةً للاسئلة وهي " سرقة الأعضاء من اجساد الفلسطينين " .
- استمرارية الانتفاضة:
ومع استمرار الإنتفاضة لأعوام ، عاش الفلسطينين فترة اعتقال شديدة بسجن أكثر من 120 ألف خلال 3 سنوات وبين عامي 1988-1992 ... مارس جهاز الأمن الداخلي الصهيوني " الشاباك " ابشع انواع التعذيب بحق الأسرى الفلسطينين حيث استشهد على الأقل 10 تحت التعذيب . بتاريخ 20/5/1990 ... حدثت مجزرة " ريشون ليتسيون " :عندما كانت مجموعة من العمال في غزة ينتظرون الحافلة التي ستقلهم الى العمل ، قام جندي الصهيوني باجبارهم على الركوع قبل أن يطلق النار عليهم واستشهد 8 منهم وأصيب العشرات بجروح ، هزت تلك المجزرة الشارع الفلسطيني في الضفة وغزة. وتبعتها بعد 5 اشهر حادثة اعتبرت من ابشع الجرائم الصهيونية
في الإنتفاضة : عندما قامت جماعة " اليهود المخلصون لجبل الهيكل " بدخول باحات المسجد الأقصى ، قابل ذلك مقاومة بالحجارة من قبل الفلسطينين وقتل قناصة الجيش المصليين داخل المسجد فاستشهد 20 وجرح اكثر من 150 .
استمرت الانتفاضة ستة أعوام ، هدأت وتيرتها في عام 1991 وانتهت في العام 1993
8/12/1987 ، تاريخ الإنتفاضة الشعبية الأولى للشعب الفلسطيني , إنتفاضةُ شكّلت إنطلاقةً جديدة في تاريخ كفاح شعبنا الفلسطيني حيث جاءت في ظرف من اصعب و اعقد الظروف العربية والفلسطينية خاصة بعد خروج المقاومة الفلسطينية من لبنان عام 1982 .
لا صوت يعلو فوق صوت الانتفاضة .....
شاهد سلسلة حكاية ثورة من انتاج شبكة الجزيرة الاعلامية