Facebook
Instagram
Twitter
Youtube
Sound cloud


نابلس بأهلها الثائرين منذ القِدم، مُسَطرين الحِكايات العَظيمة، تَفوح رائحِة ياسمين في بَلدَتها القديمة بإتجاه الجِهة الجَنوبية الغَربية بالأَخص، حَيثُ الأَزِقة والطُرقات الضَيّقة الطَويلة، والأَحواش الكَثيرة، والبِناء المعماري الفَريد. هُناك أَكبر الحاراتِ وأَجمَلها تسمى (حارةُ الياسمينة). 

حُضن المُقاومة والمقاومين الدَّافئ فشِدة البَأس والقُوة صِفات تُلازم ذِكرها، والإِشتِباك مع العَدو حتى آخر طَلقة ثَقافتُها البارزة فلا عَجب من اختلاط رائِحة البارود مع عُطر الياسمين الزَّكي. فمن الفَهد الأَسود إلى عَرين الأُسود لم تَبخل حارتُنا بخيرة شَبابِها الأَشاوس الذين أَفنوا أَرواحَهُم لتَبقى الصَّلابة والمَتانة أكبر من الأَعباء والأَلم الذي تَتَعرض له.

اقتِحامات مُتكررة واجتِياحات آثارها مدمرة كان أبرزُها عام 2002 الذي جُسِدت فيه وَحشية الإحتلال ودَنائته لكن هَيهات الظَّفر لمُحتل، فقد خَرج الفُرسان ليَكونوا لليل ضوء حامِلين على عاتِقهم مُهمة التَّصَدي لأي مُحاولة اقتراب من حارَتِهم واستمر الوَضع قائم إلى أن تَعرض فُرسانُنا لضَربة قَوية أفقَدَتهم أبرَز القادة والمُقاتلين في مُحاولة صَهيونية بائِسة لكَسر مُقاومة الياسمينة.

شَهِد معظم أُسود العَرين ضَراوة قِتال الفُرسان وتَعَلموا مِنهم أًسُسَ الدفاع والهُجوم وطَوروا عليها فَقد أَعادوا العِز والأَمجاد السَّابقة لتَنطلق ثَورة حارة الياسمينة اليوم من جَديد والتي تأتي تأكيداً لجَدوى استِمرار المُقاومة وحِفاظاً على طابع الحارة المُدافع، وفي ذلك قَسَم على حَمل الراية حتى التَمكين. 

نشأت مَجموعة عَرين الأُسود من فِكر شَبابها الواعي المُنفصل عن أي تَكلف وأفكار مُعقدة حامِلين الله والوطَن في قُلوبِهم والنَّصر في عقولهم والسَّلاح لا يُفارق أيديهم، فما يُميزهم إيمانَهم الواعي وعَملهم الدؤوب في سَبيل إِحقاق الحَّق. 

باشتباك الرجال عبود صبح ومحمد العزيزي استُحدِثت مَرحلة جديدة للمُقاومة والذي أَثبت النَفَس الطَويل والقُدرة العالية والدِّقة في القِتال، حيث أنجَبت الياسمينة أَمثال محمد حرز الله أَحد قادة العَرين والذي أستُشهِد بعد أربَعة أشهر من إِصابته بنَفس الإشتباك الذي شارك فيه العَديد من المُحارِبين الذين لازالوا على العَهد. 

يرتَبط ذِكر عرين الأسود برِجال أحدثوا ثَورة في نُفوس الشُرفاء ونَهضة في العَمل الفدائي، فكلماتهم ذات المعاني العَظيمة جَعلت من الصغير قبل الكبير مُتمسك بحق حَمل البارودة ورفض تركها، والترابط والتلاحم ليكون الجميع سنداً للجميع والسَند الأكبر هو الله. 

ففي بياناتها المقتضبة حالة من إحياء روح تَهوى الشهادة وعلى استعداد لترك الدُنيا و رفض الحياة تحت ظل احتلال فكيف هي أفعال العرين؟ رجال كانوا دائما الأَقدر على صُنع المُعادلة مَعروفة النَتائج فما يقومون به بالاكثر برهنة بالفعل فالنهاية للإحتلال حتمية وقريبة ونحن على شفا حفرة منها ولتشهد حارة الياسمينة على أبنائها.

© 2024 جميع الحقوق محفوظة: العهد الطلابي - الجامعات الاردنية