مئة وخمسة أعوام مرت على تصريح بلفور "وعد بلفور"، وهو الوعد الذي صدر من الحكومة البريطانية خلال الحرب العالمية الأولى، وكان عبارة عن بيان علني لإنشاء وطن قومي لليهود في فلسطين، وقد كانت فلسطين في هذه الفترة تحت الحكم العثماني وذات أقلية يهودية حيث كانت نسبتهم لا تتجاوز ٥٪ من عدد السكان الكلي لفلسطين.
وقد أصدر هذا الوعد من وزير خارجية بريطانيا "أرثر بلفور" موجهًا إلى اللورد "ليونيل دي روتشلد" أحد أبرز أوجه المجتمع اليهودي البريطاني، ليقوم بدوره بنقلها إلى الاتحاد الصهيوني، وقد صدر هذا الوعد بعد عدة مناقشات ومؤتمرات قامت بها الحركة الصهيونية لإنشاء وطن قومي لهم في فلسطين بعد الحرب العالمية الأولى حتى انتهت بإعلان بلفور.
والجدير بالذكر أن هذا الوعد جاء بعد اتفاق الحكومة البريطانية مع الشريف الحسين بن علي لاشعال الثورة العربية الكبرى على الدولة العثمانية اثناء الحرب العالمية الأولى وقد تم اعطاء العديد من الوعود لإقامة دول عربية مستقلة بعد انتهاء الحرب وهذا ما تبين عكسه بعد وعد بلفور.
بعد إصدار هذا البيان ضجت المنطقة العربية معارضةً لمضمونه وقد اندلعت العديد من المظاهرات الرافضة لهذا الوعد شكلاً ومضمونًا وهذا ما جعل بريطانيا تفرض انتدابها على أراضي فلسطين بعد انتهاء الحرب العالمية الثانية حتى عام ١٩٤٨.
فقد ساعد الانتداب البريطاني في هذه السنوات الهجرات اليهودية وتسليح العصابات الصهيونية لتخوض حرب النكبة بعد انسحاب الانتداب البريطاني وهذا ما حدث عند انتهاء الانتداب وانسحاب القوات البريطانية في ١٩٤٨/٥/١٥.
وهذا الوعد هو "وعد من لا يملك لمن لا يستحق"، وإننا وبعد أكثر من مئة عام نؤكد رفضنا لهذا الوعد وبطلانه، وما نراه اليوم في جنين ونابلس والخليل والقدس وكل الأراضي الفلسطينية هو دليل لتمسك الشعب الفلسطيني بكامل التُراب المحتل وانه لا مساومة مع العدو الصهيوني بأي شكل من الأشكال.
•المكتب الإعلامي || كتلة العهد الطلابي•
شارك عبر :
معرض الصور
