Facebook
Instagram
Twitter
Youtube
Sound cloud

فلسطين في تصاميم البوستر: أكثر من مجرد مُلصق 


لطالما كان الرسم أحد الأدوات للتعبير عن المشاعر المختلطة بما فيها القوة والضعف والحنين والصمود والفرح والحزن، لكن ما ميّز الملصق الفلسطيني عن غيره هو جمع المشاعر المختلطة في سبيل قضية شعب ووطن وثورة تحرر وهذا ما أكسبه شهرة عالمية فاقت كل التصورات حتى باتت أحزاب يسارية ووسطية غربية تتبنى هذه الملصقات وتحاول نشرها خلال الفترة الممتدة ما بين 1971 -1982. 


شهدت الفترة الممتدة من أوائل ستينات القرن العشرين حتى سنة 1982 العصر الذهبي للبوستر او الملصق الفلسطيني مع عودةَ انبثاق الهوية الفلسطينية، من خلال تأسيسَ منظمة التحرير الفلسطينية والتعبئةَ الدولية المناهضة للإمبريالية. تُجسِّد هذه الفترة، واحدة من مراحل تاريخ الفنون الغرافيكية الفلسطينية التي تميّزت بتشعّب مساراتها منذ عهد الانتداب، حينما كانت الملصقات تُستخدم كوسيلة إعلانية وكأداة سياسية.


كانت بداية السبعينات هي الفترة التي شهدت أغزر إنتاج للملصقات، حيث منظمة التحرير مقرّها إلى بيروت واستقطبت الكثير من الفنانين والمثقفين الذين تبرعوا بأعمالهم ونظموا الفعاليات الثقافية. قام الفنانون بإنتاج وترويج الأفلام والصور الفوتوغرافية والتحقيقات الصحفية والكتيّبات، غير أن الملصق كان وسيلة الاتصال البصري والأيقونوغرافي الأشد فعاليّة شعبيًا، والأخف وزناً، والأقل تكلفة.


كانت دائرة الإعلام والثقافة مكلّفة بإنتاج الملصقات، ومثلها كان مكتب الإعلام الموحّد، والاتحاد العام للفنانين الفلسطينيين، ووحدة الفيلم الفلسطيني، والفصائل الفلسطينية في منظمة التحرير، لا سيما حركة فتح والجبهة الديموقراطية والجبهة الشعبية لتحرير فلسطين. بالإضافة إلى ذلك، كان الاتحاد العام لطلبة فلسطين، الذي تأسس سنة 1955، يستخدم الملصقات من أجل تعبئة الطلاب في جامعات الدول التي كانت فروعه منتشرة فيها للعمل الثوري الفاعل.


كان تصوير الفدائي أحد أبرز الموضوعات، رجل نادراً ما تظهر ملامح وجهه، وفي العادة يرتدي كوفية، وهو أيّ شخص وكلّ شخص، شاب وشابة، وقامته منتصبة دائماً، إنه إنسان قرّر مصيره بنفسه، ومستعدّ للتضحية بحياته في سبيل تحرير وطنه وعودته. لفتت رسائل البوسترات الاحتلال الاسرائيلي والموساد الذين عرفوا أهميته وشعبيته وفرغوه من مضمونه في حقبة ما بعد أوسلو، عندما عادت الملصقات كوسيلة إعلان دعائي بدون رسائل وطنية حقيقية.


كانت الملصقات ساحة ومنبرًا للاحتفاء بالأبطال الوطنيين الذين سقطوا في المعارك، ابتداء بعزّ الدين القسّام مروراً بكوادر الثورة الفلسطينية. استخدمت الملصقات لإعداد تقويم وطني للمناسبات، أو "محطات الذاكرة" الزمانية، والاحتفالات الشعبية، وأخذت معظمها شكل إحياء ذكرى المجازر والمعارك والثورات والمدن والبلدات الفلسطينية المحتلة، مثل مجزرتي دير ياسين والطنطورة، ومعركة الكرامة، ويوم الأرض، ويوم النكبة، وما إلى ذلك.


* مجموعة ملصقات نادرة في الصور :

© 2024 جميع الحقوق محفوظة: العهد الطلابي - الجامعات الاردنية