رمضان القدس على موعد مع التصعيد
يشكل رمضان في القدس حالة عصيبة من الاشتباك بين الفلسطينيين وقوات الاحتلال، ويعتبر هذا الشهر أرضية خصبة لتلك الاشتباكات، ولأنه شهر رمضان يعد مناسبة دينية مقدسة للمسلمين والاحتلال يستهدف للتخريب على الفلسطينيين. يتصادف هذا الشهر الكريم مع الأعياد اليهودية بتم فيها إحتفال الصهاينة داخل المسجد الأقصى وإقتحامه وتدنيسه، والمواجهات مع الفلسطينيين مما يؤدي لطفح الكيل وبدء المواجهات بينهم والتصعيد.
بهذه المناسبة نعود بالتاريخ إلى ثورة البراق التي حصلت عام ١٩٢٩، والتي بدأت في حين حاول الصهاينة ابتزاز الفلسطينيين يوم الجمعة في ذكرى مولد النبوي الشريف من عام ١٩٢٩، وكانت أبرز شعلة لإشعال الثورة الفلسطينية. مروراً إلى عام ٢٠١٩ حيث بدأ الإحتلال بإستفزاز المقدسيين، من سياسة اقحام المستوطنين المسجد الأقصى والتخريب على المصلين وافتعال المشاكل.
حتى الوصول إلى ٢٠٢١ حين قام الإحتلال بتهديد أهالي حي الشيخ جراح وسلوان بالتهجير، واشتداد المواجهات عند باب العامود وفي ذات الوقت تصادف شهر رمضان بعيد الفصيح اليهودي، والذي كان يؤدي لإقتحام الصهاينة المسجد الأقصى بمسيرة الاعلام، لكن كان للمقدسيين والمقاومة في غزة رأي آخر، بِفشل مرور هذا الاقتحام للمسجد الأقصى.
نستذكر في رمضان العام الماضي كيف قضى الشعب الفلسطيني أيامه في المسجد الأقصى وتدخل المقاومة في غزة والتوجه إلى معركة "سيف القدس" التي بقيت لمدة ١١ يوماً وكانت نتائجها بطلب الإحتلال هدنة مع المقاومة بوقف إطلاق النار، أما على أعتاب شهر رمضان المبارك في هذا العام فقط بدأت ملامحه تتضح من بعد العملية الأخيرة التي قام بها شهيد بئر السبع، وأغتيال ٣ مقاومين في نابلس، وكثرة عمليات الطعن في القدس، وهو ما يشير إلى الوضع المتوتر ما بين المقدسيين والاحتلال.
بدأ تخوف الاحتلال من التصعيد من الأيام القادمة ونرى ذلك بإصدار قرار تجميد تهجير عائلة سالم من حي الشيخ جراح، لكن بالمقابل لم تكن الحركة الاستيطانية قد ترضى بهذا الشيء فقد تستغل هشاشة حكومة بينيت من خلال اقتحامات مستمرة للمسجد الأقصى في شهر رمضان وفي بداية عيد الفطر بسبب تقابل اول ثلث من رمضان عيد اليهودي، وفي نهاية رمضان يقابل عيد الفصيح اليهود، ف هذا الشيء قد يكون سبباً في إشعال شرارة الحرب الثابتة على الأعتاب.
شارك عبر :
معرض الصور
