اقترحت بريطانيا لحماية مصالحها في عام ١٩٤١ زيادة درجة الوحدة العربية، وبعد مشاورات ثنائية بين بعض الدول العربية تأسست جامعة الدول العربية عام ١٩٤٥، وتألفت في أول وقتها من سبع دول كانت تتمتع بالاستقلال السياسي، في عام ١٩٦٨ صدر ميثاق جامعة الدول العربية بصورته النهائية الذي وقع عليه مندوبو الدول العربية، وتشكلت الجامعة لأهداف تكمُن في توثيق الصلات بين الدول العربية والمحافظة على أمن المنطقة.
حظيت القضية الفلسطينية باهتمام كبير من جامعة الدول العربية منذ إنشائها، وعندما وعى العرب على الخطر الصهيوني اتخذت الجامعة قرار بتشكيل لجنة عسكرية مهمتها تنظيم الدفاع عن فلسطين، وبعد خسارة العرب في حرب النكبة تم تشكيل "ميثاق الضمان الجماعي” في عام ١٩٥٠. توجهت الجامعة لإعتبار منظمة التحرير الفلسطينية ممثلاً عن الشعب الفلسطيني، واتخذت اجراءات بمقاطعة مصر و تم تعليق عضويتها وسحب سفيرها بعد توقيعها معاهدة سلام مع الكيان عام ١٩٧٩.
تمثلت أبرز الأدوار التي قامت بها الجامعة بتسوية النزاعات مثل أزمة لبنان عام ١٩٥٨ والنزاع المصري السوداني عام ١٩٥٨، والمغربي الجزائري عام ١٩٦٣، واليمني عام ١٩٨٧، كذلك عملت الجامعة كمنصة لصياغة وإبرام العديد من الوثائق التاريخية لتعزيز التكامل الاقتصادي. ومن الأمثلة على ذلك "ميثاق العمل الإقتصادي العربي المشترك" الذي يحدد مبادئ الأنشطة الاقتصادية في المنطقة.
منذ مطلع التسعينات، لم تعارض جامعة الدول العربية السلام مع الكيان وتبنت خطاب حل الدولتين ولم ترفض صفقة القرن التي أعلنها ترامب. مع إزدياد وتيرة التطبيع بين الدول العربية والاحتلال الاسرائيلي، لم تستطع الجامعة أنّ تتخذ أي قرار بحق هذه الدول، وتعزيزاً لِمدى ضعف الجامعة اعتذرت ستُ دول عن تولي الرئاسة الدورية لمجلس الجامعة، واختزل دورها في قرارات وقمم شكلية اكثر من حماية الامة العربي ومواجهة خطر الاحتلال الاسرائيلي.
شارك عبر :
معرض الصور
