غزة تحت وطأة الأسلحة المحرمة دوليًا
سكونٌ تامٌ أطبق على شفاهه، لم ينطق بأي حرفٍ منذ سنواتٍ عجاف، سنواتٍ دامت أكثر من قحط يوسف، وعندما صرخ شبابنا في غزةَ من الأسلحة المستخدمة عليهم، لم يختلف شيء وبقيَ مجلس الأمم يصمُّ آذانه عن الحقيقة المجردة التي تحدث أمام ناظرهم، فالتاريخ دائمًا ما يُذَكِّرُنا بنفسه حتى مع إختلاف الرقعة الجغرافية فهيروشيما الأمس هي غزة اليوم، التي شوِّهَتْ بِيَد الطفل المُتَبَنّى حديثًا من القوة العظمى في الغرب.
استخدام السلاح المحرم وآثاره
لمن تشكوا وخصمك هو القاضي، هذا حال الفلسطيني في الأمم المتحدة، فلا يهم حقًا حجم الخسائر التي يقدمها، ولا نوع الأسلحة التي تستخدم عليه، فبعد أن اسْتُخدِمَ على غزة في سنة ٢٠٠٨ الأسلحة الكيميائية المتمثلة بالفسفور الأبيض، لم يصدر قرار بمنعها او وقف إطلاقها، وهي بالأساس محرمةٌ دوليًا، لأن الأسلحة المكونة من الفسفور الأبيض تنتج من مادةٍ شمعيّةٍ ناتجةً عن تفاعل الفسفور مع الأكسجين منتجًا نارًا ودخانًا كثيفين، يعملان على حرق الجلد بشكلٍ لا يُبقي سوى العظام، ومن الجدير بالذكر أنه يوجد أنواع أخرى من الأسلحة المحرمة مثل غاز الخردل والقنابل العنقودية النووية.
السلاح المحرم والمقاومة الفلسطينية
كل فعلٍ له رد فعل، قد لا يكون مساويًا في المقدار لكنه معاكسٌ في الإتجاه، دائمًا ما كان هناك ردٌ من المقاومة الفلسطينية، لكنه لم يكن متجاوزًا لمعايير الحرب النظيفة، فالمقاومة في خلال معاركها مع الإحتلال كانت تستعمل الصواريخ أرض-أرض مثل عياش و أم - ٧٥، ولم تستخدم قط أي نوعٍ من الأسلحة المحرمة، وذلك بسبب التكلفة العالية والمختبرات عالية الطراز والتجهيزات التي تحتاجها الأسلحة الكيميائية لتصنيعها، ولا زالت إلى الآن تقوم المقاومة بمحاولة معالجة الأضرار التي وقعت على الفلسطينيين والبيئة المحيطة بهم في غزة.
موقف المجتمع الدولي
كما كانت رؤية وقرارات الأمم المتحدة دائمًا ما تصب في مجرى أن هذه الأسلحة ممنوعة من الإستخدام، ودائماً ما كانت تحث الدول على إزالتها وهذا ما تم بلورته بمعاهدة حظر الأسلحة الكيميائية سنة ١٩٩٧، وتخوّف الإحتلال من توقيع الإتفاقية معللةً بأنها لن توقع اذا لم توقع جميع دول الأعضاء في المنطقة والتي لم يتبقى منها سوى مصر، لكن يبدو أنها لا ترغب بالسماح لمفتشي منظمة حظر الأسلحة الكيميائية بدخول قواعدها العسكرية، حيث تنص الإتفاقية على السماح بتفتيش أي أرض يتم الشك على حيازتها سلاحًا كيميائيًا.
إن الحرب على غزة لم تشهد أي شكل من أشكال الإنسانية، فلقد أفادت العديد من التقارير لقادة عسكريين، بأن الحرب كانت بغرض تجربة الأسلحة الكيميائية بهدف تسويقها إلى الدول التي يعد الكيان مصدر السلاح الأول لها ،حيث قاموا بتصوير العملية منذ بدئها إلى آثارها ونواتجها.