Facebook
Instagram
Twitter
Youtube
Sound cloud

النساء الفلسطينيات في خطوط المواجهة الأولى

مضت المرأة الفلسطينية بدربها في مقاومة المحتل بكلِ ثقة، غير آبهة بالافكار النمطية التي ستقابلها، فأبت أن تبقى مكتوفة الأيدي، منتظرةً لما قد يحصل بالمستقبل، بل قاومت دفاعًا عن ارضها وشعبها، وصنعت مستقبلاً للنساء الفلسطينيات وحفرت اسمها بين المناضلين من أبناء الشعب الفلسطيني.

برز اسم العديد من النساء الفلسطينيات اللواتي تركن أثراً لا ينسى في تاريخ القضية الفلسطينية، قمن بقيادة العديد من المظاهرات والاحتجاجات الوطنية ضد الاحتلال وحملن السلاح وقاومن واعتُقلن واستشهدن وخضن العمليات الاستشهادية، دون أن تقتصر مشاركتهن على أدوار ثانوية.

تنفيذ العمليات الفدائية

آمنت المرأة الفلسطينية بالكفاح المسلح كوسيلة لاسترجاع الوطن، وبرز دورها في العمليات الفدائية منذ بداية الصراع. انضمت المناضلة أمينة دحبور لصفوف العمل الفدائي الفلسطيني مبكراً، فكانت تدرب النساء المقاومات على الفنون القتالية و على استخدام السلاح.

نفذت دحبور مع ثلاثة من المقاومين عام 1969 عملية نوعية ضد الاحتلال خارج الأراضي المحتلة، إذ حاولوا خطف طائرة متجهة من امستردام الى الاراضي المحتلة بعدما تلقت «الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين»، معلومات تفيد بأن الطائرة المفترض أنها مدنية كانت تحمل أسلحة وقذائف.

أثناء هبوط الطائرة الاضطراري في مطار كولتن بمدينة زيورخ السويسرية، هاجمت دحبور الطائرة وهي على وشك الاقلاع وامطروها بالرصاص حتى أسفرت هذه العملية عن مقتل طيار إسرائيلي و3 من الركاب. أمسكت الشرطة السويسرية بهم وحكمت على أمينة بالسجن لمدة ١٢ عام لكنها تحررت عن طريق صفقة تبادل أسرى.

الرباط عند المسجد الأقصى

رابطت النساء الفلسطينيات في وجه العدو دون خوف، لإيصال رسالة للمحتل أنهن متشبثات ومتمسكات بأرض فلسطين ولن يخرجهن من أرضهم سوى الموت. تعرضت الفلسطينيات، حالهن كحال الشعب الفلسطيني، للعنف من قبل قوات الاحتلال، فنفيسة خويص على الرغم من كبر سنها، تعرضت للاعتداء من قبل قوات الاحتلال الإسرائيلي ولإبعادها عن المسجد الأقصى.

لم تتراجع نفيسة يوماً عن عقيدة الدفاع عن المسجد الاقصى، ورافقنها الكثير من النساء ايضًا، مثل المرابطة هنادي الحلواني وخديجة خويص وعايدة الصيداوي واللواتي تعرضهن للابعاد والاستجواب والتحقيق والاعتقال، في محاولة لاضعاف عزيمتهن وثنيهن عن نصرة المسجد الأقصى.

أسيرات في السجون الإسرائيلية

ذاقت النساء الفلسطينيات مرارة الأسر والتعذيب داخل غرف التحقيق وحرمن من اولادهن ومن حقهن بالعلاج، عدا عن الاعتقالات الإدارية بسبب زعم تنفيذهن العمليات الفدائية. عانت الاسيرة إسراء جعابيص من حروق في وجهها و يديها ويرفض الاحتلال إخلاء سبيلها أو حتى معالجتها.

لم تتخلص الاسيرات الفلسطينيات الحوامل من المعاملة القاسية من قبل جنود الاحتلال، بدءا من التحقيق القاسي وصولاً لدخولها المعتقل المفتقر لأدنى احتياجات الأسيرة من عدم وجود رعاية صحية مناسبة لها أو عدم توفر الغذاء الصحي التي تحتاجه، وصولاً إلى لحظة الولادة الصعبة التي ستسفر عن ولادة اسير رضيع دون مراعاة إحتياجاته الصحية.

ربت المرأة الفلسطينية أولادها على حب الوطن وأنشئتهم يدافعوا عن أرضهم ووطنهم وقبلتهم، وذاقت مرارة فقد الابن أو الأخ أو الزوج، لكنهن كن فداءً للوطن وأكثر توقًا للحرية واسترجاع البلاد مهما كلف الثمن.

© 2024 جميع الحقوق محفوظة: العهد الطلابي - الجامعات الاردنية