ما هي منظمة ناطوري كارتا؟
تعرف ناطوري كارتا باعتبارها منظمة يهودية دولية معادية للصهيونية ومعادية "لإسرائيل" المزعومة، تأسست في ثلاثينيات القرن الماضي في القدس على يد حاخامات قبل قيام "الدولة الصهيونية" بعدما استشعرت رغبة مروجي الصهيونية ببناء وطن لليهود بشكل قصري لأرض تعود للفلسطينيين. كلمة ناطوري كارتا هي كلمة باللغة الآرامية تعني حراس المدينة لكن في الحقيقة هم لا يملكون الأسلحة لحراسة المدينة.
تكونت هذه الحركة من مجموعتين من "يشوف" أي يهود ما قبل الصهيونية الذين سكنوا فلسطين قبل قيام الصهيونية قدمتا من المجر ولتوانيا، وتعتبر أن الصهاينة ليسوا يهوداً وأنهم تطبعوا باسم اليهودية لأهداف سياسية، ولا يمثلون الشعب اليهودي ولا ينتمون له ولا لفلسطين فقد سيطروا عليها بقوة السلاح و سفك دماء الأبرياء.
يقطن جماعة ناطوري كارتا حي "ميا شعرين" ويبلغ عددهم حوالي ٥٠٠٠ شخص لا يوجد أفقر منهم ولا أتعس من هذا الجزء الذي يعيشون فيه، وهم لا يتلقون مساعدات من الحكومة الإسرائلية ولا يشاركون في الحكم السياسي، وغالبيتهم لا يحملون الهوية الإسرائلية وتأتيهم مساعدات من الخارج لكن الأمر بالغ الصعوبة. ما زالوا يعيشون بضائقة مالية ومنذ ١٠٠٠ عام محظور عليهم الوصول للمسجد الأقصى حسب تعاليم التوراة، ويتوسط العلم الفلسطيني الحي وشعارات الحرية للفلسطينيين.
في يوم الاستقلال الإسرائيلي، يقومون بحرق الأعلام ويرفض العدد الأكبر منهم التسجيل بقوائم مواطني "إسرائيل" فلا يوجد لهم بطاقات تعريفية، فمنهم من يحمل جنسية أخرى تمكنه من السفر إلى الخارج وقد هاجر عدد منهم إلى مدن عدة خاصة لندن و نيويورك لأسباب عدة منها رفضهم التعامل مع الحكومة الصهيونية، أو نفيهم من قبل الحكومة لرفضهم التعامل معها، أو بسبب المضايقات التي يتعرض لها أبناء الحركة و أسرهم.
مشكلة الفلسطينيين في صراعهم مع الاحتلال قد تكون دينية في جانب ما لكنها مشكلة حقوقية بالدرجة الأولى لذلك هناك يهود يقفون في صف القضية الفلسطينية وهي قضية جميع الأحرار حول العالم، حيث يوجد فرق بين اليهودية والصهيونية، فاليهودية شريعة سماوية والصهيونية حركة سياسية ظهرت في وسط وشرق أوروبا تسعى لإنشاء وطن قومي لليهود بفلسطين.