Facebook
Instagram
Twitter
Youtube
Sound cloud

يصنع الاحتلال الإسرائيلي تقنيات التجسس، وحكومات عربية تشتريها بأغلى الأثمان لمراقبة مواطنيها واستهداف معارضيها. بيجاسوس، اسمٌ لأحد أبرز برامج التجسس الإسرائيلية. 

ما هو برنامج بيغاسوس؟

شاليف هوليو، قائد سرية سابق في جيش الاحتلال وأحد المشاركين في سلسلة من العمليات في نابلس ومخيم بلاطة أثناء الانتفاضة الثانية، واستدعاه جيش الاحتلال بعد انتهاء خدمته ليشارك في الحرب على لبنان عام 2006. بعد الحرب، اجتمع هوليو مع رفيقه في الجامعة عمري ليڤي على فكرة تأسيس شركة تدعم الأنظمة الاستخباراتية، وأسسّا عام 2010 شركة جديدة تلبي الغرض المطلوب. 

اشترط أول مستثمر مالي في الشركة، وهو إيدي شاليف، على هوليو وليڤي أن يضمّا إليهما خبيرًا تقنيًا سبق له العمل في مؤسسة الدفاع الإسرائيلية قبل تخصيص ما يقارب 1.5 مليون دولار للاستثمار في الشركة. وهكذا انضمّ لهما نيڤ كرمي، الموظف في مكتب بنيامين نتنياهو، ليأسّسوا شركة NSO التي حملت الأحرف الأولى من أسمائهم. 

لاحقاً، قامت شركة NSO بتطوير برنامج تجسسي يدعى "بيغاسوس"، استلهم هوليو اسم البرنامج من الإله بيغاسوس في الأسطورة الإغريقية، وهو حصانٌ مجنّح قادر على فعل كل شيء، وبامتطائه يمكن الطيران إلى الجنة. أما الجنة التي يذهب إليها برنامج بيغاسوس فهي محتويات هاتف الشخص المستهدف.

كيف يقوم البرنامج بايجاد الثغرات لاختراق الهواتف الذكية؟

تعتبر الوحدة 8200 في جيش الاحتلال تعدّ مصدرًا للكفاءات في قطاع الأمن السيبراني، وهي وحدة متخصصة بتطوير أنظمة تتبّع وتجسّس يستخدمها الاحتلال للرقابة على الفلسطينيين وابتزازهم باستخدام معلوماتهم الشخصية. لذلك قامت NSO باستقطاب أفراد هذه الوحدة، ووظفت متقاعدين عسكريين من الجيش الإسرائيلي

في إصدارات بيغاسوس الأولى التي كان الناشط الإماراتي "احمد منصور" أول ضحاياه، كان على المستهدّف أن يضغط على رابطٍ يصله مع رسالة نصية أو إيميل حتى تتم السيطرة على الجهاز. لاحقاً، قامت الشركة بتطوير آلية الاختراق واستحدثت الهجوم الذي يسمى بـ"صفر-نقرة"، الذي تستطيع من خلاله إتلاف الجهاز المستهدف بصمت ودون الحاجة إلى الضغط على اي روابط، وقد تم ضبط هذه الاختراقات من قبل منظمة الأمن السيبراني "سيتيزن لاب" في كندا.

التطبيع الرقمي وخدمة الاحتلال 

يعتبر الأمن السيبراني سلاح الاحتلال الجديد واليد التي تمدد إلى أدق خصوصيات اعدائها بل وحتى حلفائها. نجح بيجاسوس في ترويج قدراته النوعية في اختراق الهواتف، وبحسب شركة NSO، فإن هذا البرنامج موجه لمكافحة ما اسمته بالإرهاب وانه لا يباع الا للحكومات وبطلب رسمي منها. مثل الصفقات التي أجريت مع الإمارات والسعودية والمغرب. 

الاستخدام الأخطر لهذه الاختراقات هو استهداف الاحتلال الإسرائيلي للفلسطينيين من الناشطين والمناضلين والصحفيين من أجل ملاحقتهم وتتبعهم والتنصت على مكالماتهم وسرقة محتواهم من أجل افشال أي محاولة مقاومة منهم ولخنق الفلسطينيين بطريقة تحاصر حتى قدرتهم على التفكير. آخر هذه الانتهاكات كان اختراق الاحتلال للأجهزة المحمولة لست أفراد مسؤولون عن منظمات مجتمع مدني فلسطيني تحارب سياسات الاحتلال وتسعى للعدالة. 

ما علينا فعله مقابل كل هذا التغول في انتهاك الحقوق، وفي ظل عدم وجود رد فعلي قانوني ودولي حقيقي ضد هذه الشركات والتطبيقات، هو متابعة طرق اختراق الأجهزة والالتزام بخطوات الأمان الرقمي ومحاربة الجهات والحكومات المتورطة بالتطبيع مع الاحتلال وفضح الممارسات الإسرائيلية في استهدافه للفلسطينيين في كل مناسبة تكنولوجية وعلمية ورقمية.


•المكتب الإعلامي || أبناء المخيمات الجامعات الأردنية•

© 2024 جميع الحقوق محفوظة: العهد الطلابي - الجامعات الاردنية