كان دور المرأة الفلسطينية وما زال جوهريًا في النضـال نحو التحـرر، وشكلت مقاومتـها لبنة أساسية في الكفـ ـاح المستمر منذ بزوغ فكرة الصهـيونية، نستذكر من ماجدات ثورتنا استشــهاد شادية أبو غزالة، أول شهــيدة فلسطــينية بعد حــرب النكسة 1967.
كانت الفـ ـدائية شادية أبوغزالة إنسانة بكل معنى الكلمة؛ حيث كانت جدية ومتفوقة في دراستها إلى أبعد الحدود، فضلاً عن شغفها وحبها للشعر وخاصة الوطني منه، وكانت تردد باستمرار بيت الشعر "أنا إنْ سقطتُ فخذ مكاني.. يا رفيقي في الكفـاح". انتسبت شادية في سن السادسة عشرة إلى حـركة القوميين العرب التي إنبثق عنها لاحقاً الجـ ـبهة الشعـببة لتحـرير فلسـطين وتلقت تدريباتها العسكرية فيها.
بعد إنتهاء حـرب حزيران 1967 رفضت شادية الخروج للعودة إلى الدراسة في مصر وظلت في الأرض المحــتلة حيث شاركت في العمل السري في تنظـ ـيم الأفراد وتأمين الاتصالات وجمع التبرعات وإخفاء السـلاح والمقاومـين وطباعة المنشورات، وشاركت في هجمات مسـلحة.
استُشـهدت شادية في الساعة الثامنة وخمس وعشرين دقيقة من مساء 28 تشرين الثاني عام 1968 في منزل عائلتها بانفـ ـجار قنبلة كانت قد أعدتها، غادرتنا شادية ولكن كلماتها ستبقى عالقة في ذهن كل حر وفــدائي:
"والخوض مع الحقيقة
أهون من تركها تسقط بلا نضـال
دعي الأفكار يصنعها الزمان
أن تسيل الدمـاء أفضل من الهوان
آه .. لو يملك الإنسان
القوة .. والحرية .. والإيمان".
•المكتب الإعلامي || أبناء المخيمات الجامعات الأردنية•