لا يقتصر الفِكر الصهيوني التوسعي والإستيطاني على احتلال الأراضي أو بناء المستوطنات أو إحلال الشعب اليهودي بدلاً من الشعب الفلسطيني فقط، بل يهدف الفكر الصهيوني إلى السيطرة على أكبر قدر من الموارد الأساسية وأهمها المياه.
بدأ الصندوق القومي اليهودي بشراء الأراضي الزراعية الخصبة وإقامة المستوطنات الزراعية في أكثر من بؤرة من أراضي فلسطين المحتلة، لزيادة التوسع وإقناع المستوطنين بترك منازلهم في اوروبا والإستيطان في أرضٍ ليست لهم كان يجب عليه أن يوفر الماء بكميات كبيرة، فكان يحصل عليها إما بالقوة العسكرية أو بتواطئ الأنظمة العربية.
بدأ الصراع على المياه في الفكر الصهيوني حتى قبل النكبة ولكن أول قرار يخص المياه كان في عام ١٩٤٩ حين أصدر قرار تأميم المياه واعتبارها ملكًا للدولة ولا يحق للأفراد التصرف بها، وقد أوضح ديفيد بن غوروين أن الصراع العربي الاسرائيلي على المياه هو محور أساسي في نجاح الدولة الصهيونية او فشلها، فبعد حرب النكسة سيطرت السلطات الإسرائيلية على جميع الموارد المائية في الأراضي الفلسطينية.
لم يكتفي الإحتلال بالسيطرة على المياه الفلسطينية بل أصبح يتطلع الى المياه الإقليمية مثل نهر الأردن ونهر الليطاني والتدخل في مسار المفاوضات على نهر النيل في مصر. كانت بداية الإتفاقيات التي تخص الموارد المائية بين الأردن والإحتلال في معاهدة وادي عربة التي نصت على تحديد حصص المياه بين الطرفين و لكن ما الإحتلال كان يسيطر على كمية أكبر من المياه.
آخر اتفاقية مرتبطة بالوضع المائي كانت إعلان النوايا "الطاقة مقابل الماء" الذي ينص على إنشاء محطة لتوليد الطاقة في الأراضي الأردنية توردها مباشرةً لسلطات الإحتلال مقابل تزويد الأردن بـ ٥٠ مليون متر مكعب من المياه.
رافق إعلان النوايا حملة شعبية غاضبة من الشعب الأردني جراء هذه الإتفاقية وكانت تحت عنوان #ماء_العدو_احتلال، رافضًا للتطبيع مع كيان الإحتلال وللسيطرة على موارد الدولة السيادية.
•المكتب الإعلامي || أبناء المخيمات الجامعات الأردنية•